تجلِّيات الصِّراع في شعر المتنبّي

الملخَّص
تجلِّيات الصِّراع في شعر المتنبّي
دراسة في الرّؤية والتّشكيل
مفلح ضبعان الحويطات
جامعة مؤتة، 2008

 

الصِّراع ظاهرة مركزيّة في الوجود والفنّ معاً؛ إذ لا يستقيم للمرء أن يتصوّر وجوداً قائماً دون صراع؛ فهو ناموس الطّبيعة وقانون الحياة الأزليّ الدّائم. كما أنّ الفنّ العميق يصدر بدوره عن ضروب متنوِّعة من الصِّراع؛ فالنّقاد يرون أنّ الأسلوب الشّعريّ في أساسه أسلوب تركيبيّ، يؤلِّف بين المتباعدات والمتناقضات، وفيه تنشأ المعاني الشّعريّة بين ما هو منطقيّ وما هو غير منطقيّ. وأنّ بناء أحسن القصائد يقوم على التّجاذب والمقاومة والصِّراع.

وتتّجه هذه الدِّراسة إلى استجلاء هذه الظّاهرة في شعر أبي الطّيّب المتنبّي، مستقصية وجوهها ومظاهرها المختلفة التي تبدّت عليها في شعره. فعرّفت في البداية مفهوم الصِّراع. عارضة أبرز الدِّراسات السّابقة التي تناولت هذا الموضوع أو جوانب منه. محدِّدة منهجَها والخطوط العريضة التي تروم استقصاءها واختبارها.

ثم تتبّعت الدِّراسة تجلّيات هذه الظّاهرة في شعر المتنبّي، فتمّ استقراء صراعات الأنا مع الآخر والسّلطة والزّمن والمكان. وهي موضوعات تشكِّل في مجملها الفضاء الذي تتحرّك فيه هذه الأنا وتعيش. وقد سعت الأنا في هذا الجانب إلى تقديم صورة مركزيّة لنفسها، مستثمرة في هذا الإطار قدراتها وإمكاناتها الشّخصيّة والأدبيّة في إدارة صراعاتها الواسعة مع واقعها ومحيطها اللذين جاءت علاقتُها بهما على صور متفاوتة من الشّدّ والجذب.

وتناولت الدِّراسة تمثّلات الصِّراع في التّشكيل الفنّيّ لقصيدة المتنبّي، حيث تمّ تتبُّع التّقنيات والطّرائق الأسلوبيّة التي تجسّد من خلالها هذا الصِّراع؛ فدُرس الصِّراع في بنية القصيدة وما تضمّنته هذه البنية من عناصر متصارعة متضادّة، يحكمها مع