الإبلاغية في الشاهد البلاغي

الملخص

الإبلاغية في الشاهد البلاغي

نادر الوقفي

جامعة مؤتة/ 2007

 

تتناول هذه الدراسة والموسومة بـ "الإبلاغية في الشاهد البلاغي"، قضية التبايُن بين لغة الفن واللغة المعيارية التي تأخذُ على عاتقها مهمة الإفهام بالدرجة الأولى.

لقد جاءت الدراسة في بابين خُصِّصَ الباب الأول منها للدراسات النظرية للإبلاغية وجذورها في المصنفات العربية والفرق بينها وبين ما أراده الجرجاني في نظرية النظم، أما الباب الثاني فخصصّ للدراسة التطبيقية على بعض ألوان البيان والبديع، متخذاً من الشاهد البلاغي المجتزأ أمثلة للدراسة التطبيقية حيث قامت منهجية الدراسة على جمع الشواهد من المصنفات والمصادر البلاغية القديمة، ثم اختيار الأنسب منها والأكثر شيوعاً لدى البلاغيين للاستدلال والتحليل واستجلاء الطاقات الإبلاغية الكامنة في الشاهد البلاغي لدى القدماء، وقد اعتمدت الدراسة على كتب البلاغة والنقد واللغة الحديثة في تحليل الشواهد، والمقارنة بين اللغة الفنية واللغة بمستواها المعياري المشار إليه بدرجة الصفر من الكتابة عند رولان بارت.

إن اللغة الفنية في الشاهد البلاغي تتوفر على درجة عالية من الإبلاغية، عندما تنحرف عن القواعد النمطية التي تتطلبها المستويات النحوية، وهذا يفضي إلى توسع كبير في استخدام اللغة التي يبتكرها المبدع قاصداً منها التأثير في المتلقي، وهز مشاعره وإيقاظ عناصر الاستجابة لديه.

وقد وجدت الدراسة أن الإبلاغية لم تكن حكراً على الدراسات الغربية الحديثة، ولكن قدماء اللغويين العرب سلكوا منهج الإبلاغية في اختياراتهم وتصنيفاتهم، وإن مفهوم الإبلاغية يدخل تحت مسماه مجموعة من المفاهيم والمصطلحات اللصيقة به التي يمكن بحثها في إطار العلاقة بين المبدع والمتلقي مثل الاستجابة والانزياح وانتقال الدلالة والسياق والأسلوب والتداولية.

وأخيراً فإن الإبلاغية تتباين مستوياتها تبعاً لتباين المبدعين وألوانهم الفنية، فالمبدع – كما سنلاحظ في فصول الدراسة – يستثمر قدرات اللغة وفق ملكته وقدرته على التعامل مع مستويات اللغة، والدرجة الاجتماعية والثقافية للمتلقين.