بنية الشخصية في أعمال مؤنس الرزاز الروائية

الملخص

 

بنية الشخصية في أعمال مؤنس الرزاز الروائية

(دراسة في ضوء المناهج الحديثة)

شرحبيل إبراهيم المحاسنة

جامعة مؤته، 2007

 

تناولت هذه الدراسة موضوع بناء الشخصية في روايات مؤنس الرزاز هادفة إلى الكشف عن ماهية الشخصية في رواياته، وطرق تقديم الشخصية عنده بشقيها المباشر وغير المباشر، ثم دراسة الاسم ودلالته، وأصناف الشخصيات عنده سواء أكانت رئيسية أم ثانوية أم نامية، ودراسة النماذج البارزة عنده كالشخصية الجاذبة والمهيبة وذات الكثافة النفسية، ثم  درست بعض أنماط من الشخصية في رواياته كالمغترب والمرأة والحزبي والبطل، وأخيراً درستُ الشخصية وعلاقتها بالرؤية السردية, وبيّنتُ طبيعة هذه العلاقة القائمة على الخروج عن النهج التقليدي واتباع سبل الحداثة.

ومن خلال هذا العرض أمكن الخروج ببعض النتائج أهمها أن التقديم غير المباشر للشخصيات كان أسلوب الرزاز الرئيسي في أغلب رواياته، وأن هذا النمط جعل القارئ بحاجة إلى مشاركة عميقة كي يتسنى له تحديد الماهية الحقيقية للشخصية، وفي حديثي عن الاسم ودلالته تبين أن التسمية عند الرزاز خرجت في أغلبها عن التسمية التقليدية التي شاعت في الروايات الواقعية، فالشخصية عنده تحولت إلى صناعة لغوية جديدة بفعل الانزياحات التي بدت ظاهرة فيها، وهذا ما جعل الاسم في رواياته قادراً على حمل دلالات فنية كثيرة. وفي دراستي لتصنيف الشخصيات خلصت إلى أن جل أصناف الشخصيات مصابة بحالة من التشظي والتفكك والانفصام، وهي بذلك تصور الواقع العربي الراهن الذي يعيش حالة من القمع والانهيار والتلاشي، وفي نهاية دراستي تبين لنا أن الرزاز انزاح عن النمط التقليدي للروايات الكلاسيكية التي كانت تتضمن راوياً واحداً يقوم بسرد الأحداث، وأخذ يميل لجعل عدة رواةٍ تتناوب على سرد الأحداث، وأن هذا النهج الذي اتبعه لا يعد مثلباً يسجل عليه؛ لأن السرد عالم موحد خاص، تتنوع وتتعدد في داخلة اللغات والأساليب والأشخاص والأزمنة والأمكنة. كما أن إضافة المتلقي والمؤلف إلى الرواية جعل الرزاز ينماز عن باقي الروائيين بإدخال أسلوب حداثي جديد، وهذا ما يؤكد اندغام الرزاز في الحداثة والتجريب.

لقد توصلت الدراسة إلى توصيات, منها إمكانية دراسة إشكالية الزمان والمكان في روايات الرزاز، وإمكانية دراسة الانزياح في رواياته، وكذلك احتمالية درس التناص فيها ، وأثر الفكر الغربي في أعماله الروائية، والاتجاه النفسي في أعماله وغيرها. وهذا ما يؤشر إلى أن أعمال الرزاز عالم رحب يجعل الدارس أمام خيارات متعددة لدراسة أي جانب يريده.