تعضيد شاهد الحديث النَّبوي في كتاب "شواهد التَّوضيح"

تعضيد شاهد الحديث النَّبوي في كتاب "شواهد التَّوضيح"لابن مالك دراسة تحليليّة تأصيليّة
باسم مفضي المعايطة
جامعة مؤتة، 2010

 

تهدف هذه الدِّراسة إلى الإجابة عن السؤال التالي: هل احتجّ ابن مالك احتجاجاً مطلقاً بالحديث النَّبوي الشريف في بناء قواعد يستدرك بها على النحاة السابقين قواعدهم وأصولهم وأحكامهم؟ وكيف عضّد ذلك بالشواهد النحويَّة؟

اعتمد النحاة حين درسوا اللغة وقعّدوا لها شواهد من القرآن الكريم، وكلام العرب شعره ونثره، وأمّا لغة الحديث الشريف فلم تنل الاهتمام من قبل النحاة، فتكاد الكتب النحويّة تخلو من الاستشهاد به إلا القليل منها، وحين استشهدوا بالحديث الشريف لم يصرّحوا بذلك وإنّما اكتفوا بوصفه شاهداً لغوياً.

فكانت الشواهد في معظمها من القرآن الكريم، ومن كلام العرب شعره ونثره، فلم يؤخذ بالحديث النَّبوي الشريف في تقعيد النحو العربي عند أكثر العلماء معللين ذلك بجملة من الحجج، منها: أنّ الرُّواة جوّزوا النقل بالمعنى، ووقوع اللَّحن في كثير ممّا روي من الحديث؛ لأنّ كثيراً من الرُّواة لم يكونوا عرباً، وغير ذلك من الأدلَّة.

وقد أثارت قضيّة الاحتجاج بالحديث الشريف جدلاً بين العلماء، وظهرت آراء مختلفة، فمنهم من أجاز الاحتجاج به مطلقاً، ومنهم من منع الاحتجاج به مطلقاً، ومنهم من توسّط بين الطائفتين فأجاز الاحتجاج به لكن بشروط معيّنة.

أمّا ابن مالك فقد أجاز الاستشهاد بالحديث الشريف، ويُعدُّ كتابه "شواهد التَّوضيح والتَّصحيح لمشكلات الجامع الصحيح" من أهم الكتب التي خصّت الحديث الشريف بالدِّراسة والتَّحليل، فقد قام ابن مالك في كتابه بإثبات نصِّ الحديث الشريف ثم تعيين محلِّ الإشكال فيه، ثم توجيه إعرابه بما يراه مناسباً، معضداً ذلك بما صحّ من نصوص فصيحة من القرآن الكريم، والقراءات القرآنيّة، ومن كلام العرب نثره ونظمه.

وأهم ما تميّز به ابن مالك هو أسلوبه في عرض الشواهد النحويّة المختلفة التي عضّد بها القواعد النحويّة والأصول التي توصّل إليها من شاهد الحديث النبوي.