شاهد الضرورة الشعرية بين القواعدية والاستعمال

شاهد الضرورة الشعرية بين القواعدية والاستعمال
(دراسة في المستوى النحوي التركيبي)
رانيا سالم الصرايرة
جامعة مؤتة، 2010

 

 

تناولت هذه الدراسة موضوع الضرورة الشعرية من منطلق يختلفُ عما يراه القدماء وبعض المحدثين، فالضرورة الشعرية المتمثلة في تلك الانحرافات القواعدية لا تختصُّ بالشعر، لسببين، الأول أن كثيراً من الضرائر عند القدماء كانت تقع في النثر أيضاً، والثاني أنّ هذه الانحرافات القواعدية ترتبط بالإبداع اللغوي وليس بالإبداع الشعريّ، وعليه فقد جاءت دراسة هذه الاستعمالات اللغوية انطلاقاً من المنهج التداولي الاستعمالي، الذي يستبعد مسألة الشذوذ والضرورة والتجزئة.

وفي الوقت الذي سعت فيه الدراسة إلى إقصاء مصطلح الضرورة، فقد قمنا بإطلاق تسمية جديدة هي (المتبقي) وهو مفهوم أطلقه جان جاك لوسيركل في كتابه (عنف اللغة) على النشاطات اللغوية الإبداعية التي تقع خارج نظام اللغة، والحقيقة أن الدراسة أفادت في كثير من جوانبها ببعض الآراء والأفكار الواردة في هذا الكتاب، الذي دعا إلى إنصاف (المتبقي) الذي طالما استبعدته الدراسات اللغوية، وهذا الاستبعاد موروث من القدماء، فهم أول من نبذ المتبقي وألحقوه بما يسمى بالضرورة أو الشذوذ.

وقد انقسمت الدراسة على ستة فصول وتمهيد، كان التمهيد إطاراً نظرياً عالج طبيعة العلاقة بين القاعدة والضرورة، وبحث في ماهية المتبقي ومدى شموليته لتلك الأنماط التي عجزت القواعد عن استيعابها، أما بقية الفصول فهي مرحلة تطبيقية درسنا فيها المتبقي من خلال عرضنا لبعض الظواهر اللغوية التي عدّها القدماء من الضرائر، وهذه الظواهر انقسمت على أبواب نحوية مختلفة هي: العلاقات الإسنادية، ونواسخ العملية الإسنادية، والفضلات والتوابع، والأفعال، والحذف، والتقديم والتأخير، والأدوات.