قلق البطالة وعلاقته بالانغلاق الفكري لدى طلبة جامعة مؤتة

قلق البطالة وعلاقته بالانغلاق الفكري لدى طلبة جامعة مؤتة
زينات طه الفقراء

تشهد الجامعات في القرن الحادي والعشرين مناخات مليئة بالمتغيرات والمستجدات في ظل ثقافة الانفتاح والثورة المعرفية التي أفرزتها العولمة، والتطور التكنولوجي الهائل، والتنوع الاكاديمي، وازدياد أعداد الجامعات،وخريجيها، وتعدد المهارات، والفرص المتاحة في سوق العمل، مما جعل مؤسسات التعليم العالي والجامعات تعمل جاهدة في اجواء تنافسية تحتاج الى امتلاك استراتيجية واضحة لتجويد ادائها، ومخرجاتها، والسعي الى التكامل مع متطلبات التنمية، والكفاءة في الأداء للحفاظ على استمرارية دورها في تقدم ورقي المجتمعات.
ولا شك أن طبيعة مرحلة المراهقة المتأخرة لطلبة الجامعات تعد أساسا لتطور الهوية الشخصية للطالب ومواجهة أزمة انغلاق هوية الأنا، وذلك ببدء الكشف عن معتقدات وأهداف وأدوار ذات معنى وقيمة في الحياة والاعتماد على التفكير الذاتي، ومن هنا تبدأ المشكلات التي يمكن أن يواجهها الطلبة في التعاطي الإيجابي مع متطلبات هذه المرحلة التطورية والتي يجب أن تلبيها الجامعات في أهدافها وبرامجها، وهنا يظهر على الطالب الشعور بالتوتر والقلق بسبب المعوقات التي تحول دون ذلك، ومنها ضعف دور الجامعات و وازدياد حدة التنافس بين أعداد الخريجين وعدم الموائمة مع متطلبات السوق والتنمية المستدامة وانعدام الشراكة بين الجامعات وأسواق العمل مما يجعل الطلبة يعيشون درجة أعلى من القلق تجاه المستقبل.
ويعد القلق ظاهرة ملازمة للإنسان في كل جانب من جوانب حياته في هذا العصر بفعل التغيرات والضغوطات والصراعات المادية والثقافية واضطراب الحياة بفعل تسارع الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وغالبا ما نجد نظرة سلبية للمستقبل في ظل اضطراب الحياة ومن هنا ينشأ قلق المستقبل والخوف من المجهول لدى الطلبة ويظهر ذلك بالحرص الزائد على اكتساب أكبر كم من المعرفة للوصول الى التعلم المتقن للشعور بالتميز (الحسيني،2011).
ويرتبط القلق بتحديد مصير ومستقبل الطلبة مما قد يعيق قدراتهم في التحصيل الاكاديمي وضعف التركيز وإهمال الواجبات التعليمية وعدم التكيف الاجتماعي وتقييد للعمليات العقلية كالانتباه والمحاكاة العقلية وأنماط التفكير التي هم بحاجة اليها لإحداث التغيير في اساليب حياتهم مما يرفع حالة الخوف لديهم، وخصوصا إذا ارتبط في المستقبل المهني لديهم وما يتعلق بخوفهم من الوقوع في البطالة، وبالتالي يجعلهم فريسة للانغلاق الفكري وعدم القدرة على التنوع في العمليات العقلية(الحمداني،2011).
وفي ضوء ما سبق تسعى الدراسة الحالية إلى الكشف عن قلق البطالة وعلاقته بالانغلاق الفكري لدى طلبة جامعة مؤتة .